nano464 12 years ago :. لقد كشفنا عن حقائق لم يكن يتصورها أسلافنا الذين تأملو مليا في طبيعة الأضواء العجيبة التي تتلألأ في سماء الليل . و أستطعنا أن نسبر أغوار كوكبنا و أنفسنا . ومن خلال اكتشاف ما قد يكون ممكنا أيضا . ومن خلال مواجهة المصائر البديلة التي تعرضت لها عوالم تشبه عالمنا تقريبا . بدأنا نفهم الأرض على نحو أفضل .ولكنها جميعا ” بـ قدر ما نعرف ” عوالم قواحلة غير مضيافة للحياة فـ هناك في الفضاء لا توجد أماكن أفضل للآن على الأقل „„„„„ : ””””” وفي أثناء بعثة الإنسان الآلي الروبوت في سفينة الفضاء فايكنج التي بدأت بـ يوليو 1976 يقول كارل ساغان : أمضيت عاما كامل „ بمعنى ما ” على المريخ فحصت صخوره الضخمة المستديرة . كما فحصت وديانه العميقة والجبال البركانية العالية فضلا عن التعرية بـ سبب الرياح العنيفة علاوة على القمرين المعتمين الذي يشبه الواحد منهم حبة البطاطس . ولكن بعد المجهود لم نرى أثر للحياة لا فراشة ولا نصلة عشب ولازهرة ولا حتى „بـ قدر بما يمكننا التأكيد „ أي ميكروب . لم توهب الحياة لهذه العوالم مثلما وهبت لعالمنا . إن وجود الحياة يمثل ندرة نسبية . ويمكن للمرء إجراء مسح لـ عشرات العوالم . ولكنه لم يجد نشأة الحياة وتطورها واستمرارها إلا على عالم واحد فحسب .
nano464 12 years ago :. في عصرنا استطعنا الحركة عبر أرجاء المجموعة الشمسية كما ::.أرسلنا 4 سفن فضاء للنجوم . هذه السفن تساعدنا على فهم بـ صورة جلية العوالم الجديدة . لكن ما لدينا فقط : بيانات رقمية بثتها بـ سرعة الضوء تلك الرسل الآلية الربوت الدقيقة والتي تخبرنا رسائلها أن هذه العوالم لا تشبه عالمنا كثيرا . غير أننا نواصل البحث فـ الحياة تبحث عن الحياة . لكن تكمن المفاجئة في العوالم . ماذا ينتظرنا هناك ؟ وماذا ستقول العوالم عن أنفسها ؟ وما إذا كان من الحكمة أن نشد رحالنا الى العوالم الجديدة . هل ينبغي أن نحل مشكلاتنا أولا ؟ أم هذه المشكلات سبب رحلتنا ؟ إن الفكرة تدور حول إدراك جديد ما يزال يلحق بنا و ببطء . حول نظرتنا للكون وموقعنا فيه . وكيف أن عاملا رئيسيا من العوامل التي يتوقف عليها مستقبل الإنسان يقع بعيدا عن كوكبنا في الفضاء كانت سفينة الفضاء تبعد كثيرا عن الوطن خلف مدار أبعد الكواكب . محلقة فوق مستوى دائرة البروج وهو سطح مستوى تخيلي يمكن اعتباره كـ حلقة سباق تنحصر غالبا مدارات الكواكب داخلها . وكانت السفينة تتحرك مبتعدة عن الشمس ولكن في أوائل فبراير 1990 لحقت بها رسالة عاجلة من كوكب الأرض . وسرعان ما أطاعت السفينة أوامر الرسالة وأدارت آلات تصويرها نحو الكواكب البعيدة . و من خلال دوران سطح منصة المسح من موقع لآخر في السماء تمكنت من التقاط 90 صورة وحفظتها بـ الصيغة الرقمية وبعدئذ في شهور مارس وابريل ومايو قامت بتأن بـ " إرسال البيانات راديويا . لقد كانت فوييجر تبعد مسافة 3,7 بليون ميل . ونظرا لبعدها الشديد فـ قد استغرق وصول كل عنصر من عناصر الصورة 5 ساعات و نصف متحركا بـ سرعة الضوء حتى يصل الينا . وكان من الممكن وصول الصور قبل ذلك ولكن التلسكوبات الراديوية الكبيرة في أستراليا و إسبانيا و كاليفورنيا والتي تستقبل تلك الهمسات المرسلة من حافة المنظومة الشمسية لديها مسؤوليات عديدة تجاه السفن الأخرى التي تمخر عباب البحر الفضائي ومن بينها ماجلان التي تتجه نحو الزهرة و جاليلو في مسارها المتعرج نحو كوكب المشتري . إن سفينتي الفضاء فوييجر قامت بـ إستكشاف الكواكب و 60 قمرا وتعد هذه السفن الروبوت إنتصار للإنسان في مجال الهندسة وأحد أمجاد برنامج الفضاء الأمريكي . ولـ سوف تذكرهما كتب التاريخ عندما تكون أمور أخرى كثيرة في عصرنا قد طواها النسيان .عند وصول فوييجر لـ زحل مجرد نظرة أخيرة خاطفة على الوطن
nano464 12 years ago كنا نعرف أن كوكب الأرض سوف يظهر من عند زحل يبدو صغيرا جدا بـ حيث لا يتاح تمييز تفاصيله ويبدو كوكبنا من هناك مجرد نقطة ضوء متلألئة . منذ القدم اجتهد البحارة في رسم سواحل القارات . وقام الجغرافيون بـ ترجمة هذه النتائج لـ خرائط أما الصور متناهية الصغر لبقاع كوكب الارض . فـ قد أمكن الحصول عليها في بداية الأمر من خلال البالونات المناطيد والطائرات . وبعدئذ بـ الصواريخ قصيرة الأمد . وأخير عبر سفن و أنظمة الأقمار الصناعية . والتي أمدتنا بـ منظور رائع للكرة الأرضية . وبرغم من تعلمنا من النمط الفضائي للإيقونة المتألقة أن كرتنا مدورة و أننا جميعا ملتصقون بها بـ شكل ما بفعل الجاذبية فـ إننا لم نبدأ إدراك واقع حالنا إلا بعد حصولنا على الصورة التي حصلنا عليها من سفينة الفضاء ” ابوللو ” في رحلتها للقمر .
nano464 12 years ago في أبريل 1978 بعد 11 شهر من إطلاق فوييجر وعندما كانت تقترب من حزام الكويكبات . تسبب أحد اهمال الاوامر الأرضية وهو خطأ بشري في أن يتحول الكمبيوتر على متنها من مستقبل الراديو الرئيسي الى الاحتياطي . وخلال البث الارضي التالي رفض المستقبل الاحتياطي تلقي الاشارة من كوكب الارض لقد تعطل أحد المكونات المسمى " المكثف الحلقي " وبعد مرور أيام انقطع الاتصال بـ الكامل . قام فجأة برنامج الكمبيوتر الخاص للحماية من الأخطاء بـ إصدار أمر إغلاق المستقبل الاحتياطي وأمر مرة أخرى بفتح المستقبل الرئيسي بـ صورة مبهمة ” لا أحد يعرف السبب حتى الان . ثم تعطل المستقبل الرئيسي بعد دقائق ولم يعد يستقبل البث وفوق ذلك أصر الكمبيوتر اصرارا غبيا على اعتماده . وبعد اسبوع من عدم الاستجابة العنيد و لم تستجب فوييجر للتوسلات القادمة من الوطن وبعد محاولات على مدى أسابيع حظيت التعليمات الخاصةبـ التحول الاوتوماتيكي بين المستقبلين بـ القبول وتمت برمجتهما داخل الكمبيوتر اللعوب على متن فوييجر وخلال الاسبوع نفسه قام المهندسون في مختبر الدفع النفاث بـ ناسا بـ تصميم تجربة مبتكرة للتحكم بـ أوامر التردد وعادت فوييجر لـ مسار الرحلة وقامت بـ مسح ضوئي للمجموعة الشمسية بـ نجاح .
nano464 12 years ago بـ النظر لكوكب الأرض من حافة المنظومة الشمسية تبدو نقطة ضوئية . ومن تلك البقعة البعيدة الممتازة قد لا يبدو للكوكب أهمية خاصة لكن لننظر للنقطة مرة ولندرك انها الوطن يوجد عليها كل من تعرفه . من سمعت به . من تحبه . كل إنسان كان موجودا في أي وقت . إن جميع أفراحنا و ومعاناتنا وآلاف الاديان والايديولوجيات كل أب وأم . كل مدمر للحضارة . كل فتى وفتاة متحابين . كل الناس قد عاشوا هنا . على ذرة الغبار المعلقة في شعاع الشمس . لنتأمل أنهار الدم التي أراقها الاباطرة حتى يصبحوا اسيادا إذا ما نجحو في تحقيق المجد لفترة وجيزة خاطفة على كسرة ضئيلة من النقطة . و لنتأمل الأعمال الوحشية اللانهائية التي مارسها سكان أحد أركان هذا العنصر الضئيل على سكان اخرين في ركن اخر . ترى ما مدى سوء الفهم بينهم ؟ ما مدى اشتعال الكراهية بينهم و رغبتهم بـ قتل بعضهم البعض ؟ إن هذه نقطة الضوء الصغيرة هذه تقف متحدية أوضاعنا المصطنعة وما نتصوره من أهمية ذاتية وما لدينا من أوهام حول وضعنا المتميز في الكون ، فـ كوكبنا ليس سوى بقعة ضئيلة وحيدة في الفضاء محيط من الظلام الكوني الفسيح . وفي الاتساع و الظلام المطلق لا تبدو أي اشارة خفية او تلميح أن مساعدة ستأتي من مكان آخر و إنقاذنا من أنفسنا .
nano464 12 years ago :. إننا الآن و بالحكم إنطلاقا من آخر الأحياء جامعي الثمار والصيادين قبل أن تغمرهم الحضارة العالمية الراهنة يمكن ان نكون مبتهجين نسبيا . إنه نوع الحياة التي صقلتنا وهكذا بعد فترة إقامة قصيرة وناجحة جزئيا فقط فـ إننا قد نصبح متجولين مرة أخرى مسلحين هذه المرة بـ تكنولوجيا أعظم من المرة الماضية . و لكن حتى في تلك المرةالماضية فـ تكنولوجيا الأدوات الحجرية كانت سياجنا الوحيد ضد الانقراض . لكن مع مرور الوقت ستراكم الانواع التكنولوجية قوى أشد فـ أشد تفوق كثيرا ما نتخيله اليوم وربما إذا كنا شديدي المهارة ” وأعتقد أن الحظ لا يكفي " فـ إننا بـ النهاية سـ ننتشر بعيدا عن الوطن مبحرين خلال الأرخبيلات النجمية التابعة لمجرتنا الشاسعة وإذا مـ إلتقينا مع آخرين فـ إننا سنتفاعل معهم على نحو متناغم ونظرا لأن من المرجح ان تكون الحضارات التي تهتم بـ شؤون الفضاء أكثر تقدما منا .فـ من غير المرجح أن يدوم البشر المشاكسون في الفضاء الواقع بين النجوم .
nano464 12 years ago إن المسافات الشاسعة التي تفصل بيننا و بين النجوم والمجرات تعني أن كل ما نراه هو من الماضي . و البعض كما كان قبل أن توجد المجموعة الشمسية . فـ الفكرة تبدو غير معقولة وعلى هذا النحو فـ إن نجمة نبعد عنها بـ قدر كاف فـ إن شمسا متوهجة يمكن أن تنطفئ ونستمر برؤيتها ودون أن نعلم لـ سنوات طوال مقبلة أي شيء عن خبوها . إن التلسكوب يماثل آلة الزمن . وقديما عندما بدأت إحدى المجرات المبكرة بـ إصدار ضوء نحو الظلام المحيط بها . لم يكن بـ إمكان أي مشاهد أن يعرف أن بعض الكتل من الصخر و الجليد والمعدن والجزيئات العضوية سوف تسقط مجتمعة بعد بلايين السنين لـ تشكل مكانا يسمى كوكب الأرض . أو إن الحياة سوف تنشأ وإن كائنات مفكرة ستتطور وتستولي في يوم ما على قليل من ضوء المجرة وتحاول حل اللغز الكامن وراء إرسال هذا الضوء في طريقها . وبعد أن يزول كوكب الأرض بعد أن يكون احترق كـ قطعة بطاطس مقلية أو تكون الشمس ابتلعته أو نثرته كـ رماد مصهور في الفضاء ستولد نجوم وعوالم ومجرات ولن يعرف أحد ما عن مكان ما اسمه كوكب الأرض .
nano464 12 years ago :. لقد عاش أسلافنا في العراء . وكانو يألفون سماء الليل كما يألف غالبيتنا برامج تي في ويشاهدون الشمس والقمر والنجوم والكواكب وهي تشرق جميعها من الشرق وتغرب في الغرب مجتازة في غضون ذلك السماء . ولم تكن الاجرام السماوية محض تسلية تبدو للعيان كـ إيماءة تبجيل . بل كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة الوقت وفصول السنة . ولقد كانت معرفة نجوم السماء مسألة حياة أو موت بالنسبة المزارعين و الصيادين . كم نحن محظوظون أن الشمس والقمر والنجوم و الكواكب تشكل جزءا من آلية الساعة الكونية رشيقة التكوين . ويبدو أن المسألة ليست مصادفة فهي موظفة هنا لغرض ما . من أجل مصلحتنا . فـ من أيضا يستفيد بها ؟ وفي أي شيء يمكن الإفادة منها ؟ وإذا كانت الأضواء المنتشرة في السماء تشرق وتغرب . أليس هذا دليلا أننا في مركز الكون ؟ وحتى وإن لم نكن قد حزرنا بعد . فـ إن أكثر الاختبارات بدائية للسماء تكشف أننا متميزون . إن ما قدمناه من إيضاح مثير للرضا „„„„„ : """"" حسنا كان البعض يأمل أن تكون شمسنا هي مركز الكون إن لم يكن كوكب الارض كذلك . ومن ثم تكون الكرة الارضية تقريبا في مركز الكون . وربما ننقذ بـ ذلك بعضا من كبريائنا .
nano464 12 years ago :. في القرن التاسع عشر أوضح علم الفلك المرتكز فقط على الملاحظة أن الشمس تكمل دورة حول مركز المجرة في 250 مليون سنة بسرعة 20 كم بـ الثانية وهي ليست سوى أحدى النجمات في مجموعة شموس ذاتية الجاذبية ضمن مجرة درب التبان التي تسير بسرعة 200 كم بـ الثانية في الثانية ضمن الحشود المجرية وهي على مسار تصادم بعد بلايين السنين مع مجرة المرأة المسلسلة أندروميدا ذات قطر 130 ألف سنة ضوئية التي تبعد عن مجرتنا مليوني سنة ضوئية „„„„„ : ””””” حسنا . مجرة درب التبان بـ إعتبارها مجرتنا . هي إذن المجرة الوحيدة . هكذا كان يأمل البعض . :. ولكن مجرتنا هي من بلايين وربما مئات البلايين من المجرات التي لا نلحظها سواء من زاوية كتلتها أو تألقها أو حتى كيفية ترتيب وتشكيل نجومها . إن بعض صور ” تلسكوب الفضاء هابل ” حديثة مأخوذة لعمق السماء توضح وجود عدد المجرات خلف مجرة ميلكيوي يزيد على عدد نجوم المجرة ذاتها . وكل مجرة هي ذاتها جزيرة كونية ربما تضم مئات البلايين من الشموس الذهبية . وتعد هذه الصور موعظة عميقة في التواضع . „„„„„ : ””””””
nano464 12 years ago :. حسنا إذن . مجرتنا ليست الوحيدة في الكون . فـ مجرتنا هي على الأقل تقع في مركز الكون . هكذا كان البعض يأمل أيضا . كلااااااااا هذا غير صحيح كذلك أيضا . عندما تم اكتشاف تمدد الكون إنجذب كثير من الناس بـ طبيعة الحال الى فكرة أن مجرتنا مركز التمدد . أما نحن ندرك أن علماء الفلك في أي مجرة سوف يرون الكون يتمدد أيضا وإذا لم يتوخوا الحرص علماء الفلك في الكون فـ سوف يصل كل منهم إلى نتيجة مفادها أن مجرتهم تقع في مركز الكون . إننا نجد أنفسنا في عالم محير ونحن نريد أن نجعل مما نراه حولنا شيئا مفهوما معقولا بعيدا عن الأساطير .„„„„